للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٢ - مُرَدِّدًا دُعَاءَهَا يُهَلِّلُ … وَإِنَّمَا يُذْهِبُهَا التَّوَكُّلُ

روى الإمام أحمد وغيره عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " وإسناده حسن وتقدم في حديث ابن مسعود: « … وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ» والتوكل: صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله وفعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا. فلا يكفي صدق الاعتماد فقط، بل لا بد أن تثق به؛ لأنه سبحانه يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٣] فمن اعتقد أن الخير لا يأتي به إلا الله وأن الشر لا يصرفه إلا الله وأنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله فقد توكل على الله وابتعد عن التطير والتشاؤم من الأشياء.

٧٣ - وَشِرْكُ مَنْ تَرُدُّهُ قَدْ قَالُوا … وَيُعْجِبُ الرَّسُولَ مِنْهَا الْفَالُ

تقدم حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»

قال الشيخ صالح الأطرم -رحمه الله- في الأسئلة والأجوبة في العقيدة: وقد تضافرت الأدلة على إبطال التطير ففي الحديث الشريف: «لا عدوى ولا طيرة» فالحديث ينفي اعتقاد تأثير التشاؤم بنفسه كما هو معتقد الجاهلية وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الطيرة شرك الطيرة شرك» وذلك أنهم يعلقون النفع والضر بغير الله … فإذا وقع في نفس الإنسان شيء بسبب مرئي أو مسموع اعتقد فيه وتشاءم فرده عن حاجته أو حمله على المضي فيها والشرع لم يجعله سبباً لذلك فهذه الطيرة الممنوعة وهذه هي الطيرة الشركية شرك أصغر فإن اعتقد أن ما تطير به يجلب النفع بنفسه أو يدفع الضرر

<<  <   >  >>