للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَصَادِ: يشير إلى قول الله سبحانه: {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص: ٢٢] فالهداية هنا بمعنى الدلالة والإرشاد.

قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله:

جاءت الهداية في مواضع كثيرة من القرآن، وقسَّمَهَا أهل العلم إلى أربعة أقسام:

١ - النوع الأول: الهداية الغريزية وهي هداية المخلوق إلى ما فيه بقاء حياته وحُسْنِ معاشه، والدليل على هذه المرتبة قوله عز وجل {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: ٥٠] يعني هَدَاهُ إلى ما فيه مصلحته في دنياه، إلى آخر ذلك. فالله - عز وجل - هَدَى الرضيع كيف يلتقم الثدي ويحتاج إليه، وهَدَى الطائر لمصلحته، وهدى الحيوان لمصلحته، إلى آخر ذلك.

٢ - النوع الثاني: الهداية بمعنى الدلالة والإرشاد؛ دلالة وإرشاد من آخر لما فيه مصلحة العبد في دنياه أو في آخرته أو فيهما معاً، وهذه هي الأكثر في القرآن وهي هداية الدّلالة والإرشاد، وهي التي جاءت في مثل قوله عز وجل {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: ٧]، يعني دال يدلّهم على الطريق.

٣ - النوع الثالث: هداية التوفيق وهي أخصُّ من التي قبلها، وهذه خاصة بالله - عز وجل -، وهو الذي يُوَفِّقْ ويُلْهِم، فالرسل هُدَاة بمعنى أنهم يَدُلُّونَ ويُرْشِدُون؛ لكن هداية التوفيق هذه من الله جل جلاله قال تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود: ٨٨]، هذا حصر التوفيق من الله - عز وجل - دون ما سواه، لهذا نفاها ربنا - عز وجل - عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: ٥٦]، فنَفَى عنه الهداية في هذه الآية وجعلها لله عز وجل مع إثباتها لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في قوله - عز وجل - {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ

<<  <   >  >>