الإخلاص هو حقيقة الدين، ومفتاح الرسل عليهم السلام، قال تعالى:
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة: ٥] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- " قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم والإخلاص في اللغة: تخليص الشيء وتجريده من غيره، فالشيء يسمى خالصا إذا صفا عن شوبه وخلص عنه، ويسمى الفعل المصفى المخلص من الشوائب إخلاصا. وتعريفه في الاصطلاح على هذا المعنى: تصفية ما يراد به ثواب الله وتجريده من كل شائبة تكدر صفاءه وخلوصه له سبحانه. وقيل الإخلاص هو: إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة. والمخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كلُّ قدرٍ له في قلوب الناس، من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحبُّ أن يطلع الناس على مثاقل الذر من عمله. والإخلاص ينافيه الرياء وحب الدنيا والشهرة، والسمعة.
قال الشيخ ابن عثيمين: والمراد بالرياء هنا أن يتعبد الإنسان لربه عز وجل ولكن يحسن العبادة من أجل أن يراه الناس فيقولون ما أعبده ما أحسن عبادته وما أشبه ذلك فهو يريد من الناس أن يمدحوه في عبادته لا يريد أن يتقرب إليهم بالعبادة