للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١) العلم: بمعناها نفياً وإثباتاً علما منافيا للجهل: ومعناها كما تقدم: البراءة من كل ما يعبد من دون الله، وإخلاص العبادة لله وحده باللسان والقلب وسائر الجوارح. ودليل هذا الشرط: قول الله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد: ١٩) وفي الصحيح عَنْ عُثْمَانَ بن عفان -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (١).

(٢) اليقين: المنافي للشك: وذلك بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً. قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: ١٥]

وفي صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ -صلى الله عليه وآله وسلم-: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ قَالَ: اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ). وفيه أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ). فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقناً بها قلبه غير شاك فيها.

(٣) القبول: لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافي للرد: فالمشركون لم ينفوا ما نفته هذه الكلمة ولم يثبتوا ما أثبتته بل قالوا: إنكاراً واستكباراً {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٥].


(١) رواه مسلم (٢٦).

<<  <   >  >>