للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا قال قائل: معنى {اسْتَوَى} استولى على العرش، كما يقوله طائفة من المبتدعة فنقول: هذا تحريف لأنه صرف اللفظ عن ظاهره، بلا حجة صحيحة والدليل على خلافه. والمراد بالتعطيل: إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات. والتكييف: حكاية كيفية الصفة؛ كقول القائل: كيفية يد الله، أو نزوله إلى السماء الدنيا كذا وكذا. والتمثيل: إثبات مماثل له والتشبيه: إثبات مشابه له. فالتمثيل يقتضي المماثلة، وهي المساواة من كل وجه، والتشبيه يقتضي المشابهة، وهي المساواة في أكثر الصفات، وقد يطلق أحدهما على الآخر.

سبيله التنزيه والإثبات: أي القاعدة في هذا الباب هو إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-. ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم-. قال العلامة ابن عثيمين في القواعد المثلى: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية. وسلبية. فالثبوتية: ما أثبت الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك. فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به، … والصفات السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكلها صفات نقص في حقه، كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب. فيجب نفيها عن الله تعالى … مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده لا لمجرد نفيه، لأن النفي ليس بكمال إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، … ومثال ذلك: قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: ٥٨]، فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته. مثال آخر قوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: ٤٩] نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله ا. هـ

<<  <   >  >>