للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد روى الإمام أحمد بسند حسن عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ، فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً " فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا، فَبَايَعَهُ، وَقَالَ: -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ)

وقال عُقْبَة بن عَامِرٍ -رضي الله عنه- فِي التَّمَائِمِ: إِنَّهَا أَيْنَمَا وُضِعَتْ مِنَ الْإِنْسَانِ فَإِنَّ مَوْضِعَهَا شِرْكٌ. رواه ابن وهب في الجامع بسند صحيح

وقوله: " فقد أشرك ": هذا الشرك يكون أكبر؛ إن اعتقد أنها ترفع أو تدفع بذاتها دون أمر الله، وإلا؛ فهو أصغر كما تقدم.

وفي الصحيحين عَنْ أبي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّ -رضي الله عنه-: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَالنَّاسُ فِي مَبِيتِهِمْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَسُولًا: (أَنْ لَا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ أَوْ قِلَادَةٌ إِلَّا قُطِعَتْ)

وعَنْ رَجُلٍ مِنْ صُدًا -رضي الله عنه- قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً فَبَايَعْنَا، وَتَرَكَ مِنَّا رَجُلاً لَمْ يُبَايِعْهُ، فَقُلْنَا: بَايِعْهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: لَنْ أُبَايِعَهُ حَتَّى يَنْزِعَ الَّذِي عَلَيْهِ، إِنَّهُ مَنْ كَانَ مِنَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي عَلَيْهِ كَانَ مُشْرِكًا، مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْنَا، فَإِذَا فِي عَضُدِهِ سَيْرٌ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ لِحَا شَجَرَةٍ، أَوْ شَيْءٌ مِنْ شَجَرَةٍ. رواه عبد الله بن وهب في الجامع بسند حسن ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار

أو ودعة: الودعة: واحدة الودع، وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين، ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة؛ لم تصبه العين، أو لا يصيبه الجن.

دعا عليه المصطفى: دليله حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً، فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً، فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ) أخرجه أحمد وابن عبد الحكم في فتوح مصر وهو حديث حسن لغيره.

<<  <   >  >>