أَبُو بَكْرِ بْنُ ممشاد قَالَ حضر عندنا بالدينور رجل ومعه مخلاة فما كان يفارقها لا بالليل ولا بالنهار ففتشوا المخلاة فوجدوا فيها كتابا للحلاج عنوانه من الرَّحْمَن الرحيم إِلَى فلان بْن فلان فوجه إِلَى بغداد فأحضر وعرض عَلَيْهِ فَقَالَ هَذَا خطي وأنا كتبته فقالوا كنت تدعي النبوة فصرت تدعي الربوبية فَقَالَ مَا ادعي الربوبية ولكن هَذَا عين الجمع عندنا هل الكاتب إِلَى اللَّه تعالى واليد فيه آلة فَقِيلَ لَهُ هل معك أحد فَقَالَ نعم ابْن عطاء وأبو مُحَمَّد الجريري وأبو بَكْر الشبلي وأبو مُحَمَّد الجريري يتستر والشبلي يتستر فإن كان فابن عطاء فأحضر الجريري وسئل فقال قائل هذا كافر يقتل من يَقُول هَذَا وسئل الشبلي فَقَالَ من يَقُول هَذَا يمنع وسئل ابْن عطاء عَنْ مقالة الحلاج فَقَالَ بمقالته وكان سبب قتله وبإسناد عَنِ ابْن باكويه قَالَ اسمعت عيسى بن بردل القزويني وَقَدْ سئل أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن خفيف عَنْ معنى هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوته ... سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا فِي خلقه ظاهرا ... فِي صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب
فقال الشيخ عَلَى قائله لعنة اللَّه قَالَ عِيسَى بْن فورك هَذَا شعر الْحُسَيْن
ابْن منصور قَالَ إن كان هَذَا اعتقاده فهو كافر إلا أنه ربما يكون متقولا عَلَيْهِ وبإسناد عَنْ عَلِيّ بْن المحسن القاضي عَنْ أبي القاسم إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن زنجي عَنْ أبيه أن ابنة السمري أدخلت عَلَى حامد الوزير فسألها عَنِ الحلاج فقالت حملني أبي إليه فَقَالَ قد زوجتك من ابني سُلَيْمَان وَهُوَ مقيم بنيسابور فمتى جرى شيء تنكرينه من جهته فصومي يومك واصعدي فِي آخر النهار إِلَى السطح وقومي عَلَى الرماد واجعلي فطرك عَلَيْهِ وعلى ملح جريش واستقبليني بوجهك واذكري لي مَا أنكرتيه مِنْهُ فاني أسمع وأرى قالت وكنت ليلة نائمة فِي السطح فأحسست به قد غشيني فانتبهت مذعورة لما كان مِنْهُ فَقَالَ إنما جئتك لأوقظك للصلاة فلما نزلنا قالت ابنته اسجدي لَهُ فقلت أَوْ يسجد أحد لغير اللَّه فسمع كلامي فَقَالَ نعم إله فِي السماء وإله فِي الأَرْض.
قَالَ المصنف: اتفق علماء العصر عَلَى إباحة دم الحلاج فأول من قَالَ إِنَّهُ حلال الدم أَبُو عمرو القاضي ووافقه العلماء وإنما سكت عنه أَبُو العباس سريج قَالَ وقال لا أدري مَا يَقُول والإجماع دليل معصوم من الخطأ وبإسناد عَنْ أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن اللَّه أجاركم أن تجتمعوا عَلَى ضلالة كلكم" وبإسناد عَنْ أبي القاسم يوسف بْن يعقوب النعماني قَالَ