سمعت والدي يَقُول سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن داود الفقيه الأصبهاني يَقُول إن كان مَا أنزل اللَّه عز وجل عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقا فما يَقُول الحلاج باطل وكان شديدا عَلَيْهِ.
قَالَ المصنف: وَقَدْ تعصب للحلاج جماعة من الصوفية جهلا منهم وقلة مبالاة بإجماع الفقهاء وبإسناد عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ ابراهيم بن محمد النصر ابادي كان يَقُول إن كان بعد النبيين والصديقين موحد فهو الحلاج قلت وعلى هَذَا أكثر قصاص زماننا وصوفية وقتنا جهلا من الكل بالشرع وبعدا عَنْ معرفة النقل وَقَدْ جمعت فِي أخبار الحلاج كتابا بينت فيه حيله ومخاريقه وما قَالَ العلماء فيه وَاللَّه المعين عَلَى قمع الجهال.
وبإسناد عَنْ أبي نعيم الْحَافِظ قَالَ سمعت عُمَر البنا البغدادي بمكة يحكي أنه لما كانت محنة غلام الخليل ونسبة الصوفية إِلَى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم فأخذ النوري فِي جماعة فأدخلوا عَلَى الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فتقدم النوري مبتدرا إِلَى السياف ليضرب عنقه فَقَالَ لَهُ السياف مَا دعاك إِلَى البدار قَالَ آثرت حياة أصحابي عَلَى حياتي هذه اللحظة فتوقف السياف فرفع الأمر إِلَى الخليفة فرد أمرهم إِلَى قاضي القضاة إسماعيل بْن إسحاق فأمر بتخليتهم وبإسناد إِلَى أبي العباس أَحْمَد بْن عطاء قَالَ كان يسعى بالصوفيه ببغداد غلام الخليل إِلَى الخليفة فَقَالَ ههنا قوم زنادقة فأخذ أَبُو الْحُسَيْن النوري وأبو حمزة الصوفية وأبو بَكْر الدقاق وجماعة من أقران هؤلاء واستتر الجنيد بْن مُحَمَّد بالفقه عَلَى مذهب أبي ثور فأدخلوا إِلَى الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فأول من بدر أَبُو الْحُسَيْن النوري فَقَالَ لَهُ السياف لم بادرت أنت من بين أصحابك ولم ترع قَالَ أحببت أن أوثر أصحابي بالحياة مقدار هذه الساعة فرد الخليفة أمرهم إِلَى القاضي فأطلقوا.
قَالَ المصنف: ومن أسباب هذه القصة قول النوري أنا أعشق اللَّه وَاللَّه يعشقني فشهد عَلَيْهِ بهذا ثم تقدم النوري إِلَى السياف ليقتل إعانة عَلَى نفسه فهو خطأ أيضا وبإسناد عَنْ ابنباكويه قَالَ سمعت أبا عمرو تلميذ الرقي قَالَ سمعت الرقي يَقُول كان لنا بيت ضيافة فجاءنا فقير عَلَيْهِ خرقتان يكنى بأبي سُلَيْمَان فَقَالَ الضيافة فقلت لابني امض به إِلَى البيت فأقام عندنا تسعة أيام فأكل فِي كل ثَلاثَة أيام أكلة فسمته المقام فَقَالَ الضيافة ثَلاثَة أيام فقلت لَهُ لا تقطع عنا أخبارك فغاب عنا اثنتي عشرة سنة ثم قدم فقلت من أين فَقَالَ رأيت شيخا يقال لَهُ أَبُو شعيب المقفع مبتلي فأقمت عنده أخدمه سنة فوقع فِي نفسي أن أسأله أي شيء كان أصل بلائه