قال المصنف رحمه اللَّه: فَإِن قيل فما وجه مَا رويتم عَنْ سري السقطي أنه قَالَ لو أحسست بإنسان يدخل علي فقلت كذا بلحيتي وأمر يده عَلَى لحيته كأنه يريد أن يسويها من أجل دخول الداخل عَلَيْهِ لخشيت أن يعذبني اللَّه عَلَى ذلك بالنار فالجواب إن هَذَا محمول مِنْهُ عَلَى انه كان يقصد بذلك الرياء فِي باب الدين من إظهار التخشع وغيره فأما إذا قصد تحسين صورته لئلا يرى مِنْهُ مَا لا يستحسن فَإِن ذلك غير مذموم فمن اعتقده مذموما فما عرف الرياء ولا فهم المذموم أَخْبَرَنَا سَعْد الخير بْن مُحَمَّد الأنصاري نا عَلِيّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد النيسابوري نا أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الْفَارِسِيّ نا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عمرويه ثنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان ثنا مسلم بْن الحجاج ثنا مُحَمَّدُ بْنُ المثنى ثني يَحْيَى بْن حماد قَالَ أَخْبَرَنَا شعبة عَنْ أبان بْن تغلب عَنْ فضيل الفقيمي عَنْ إِبْرَاهِيم النخعي عَنْ علقمة عَنِ ابْنِ مسعود عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ أَحَدَنَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ" انفرد به مسلم ومعناه الكبر كبر من بطر الحق وغمط بمعنى ازدرى واحتقر.
فصل: وقال المصنف رحمه اللَّه: وَقَدْ كان فِي الصوفية من يلبس الثياب المرتفعة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أبي الصقر نا عَلِيّ بْن الْحَسَنِ بْن جحاف قَالَ أبو عَبْد اللَّهِ أحمد بْن عطاء كان أَبُو العباس بْن عطاء يلبس المرتفع من البز كالديبقي ويسبح بسبح الؤلؤ ويؤثر مَا طال من الثياب.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت وهذا فِي الشهرة كالمرقعات وإنما ينبغي أن تكون ثياب أهل الخير وسطا فانظر إِلَى الشَّيْطَان كيف يتلاعب بهؤلاء بين طرفي نقيض.
فصل: قال المصنف رحمه اللَّه: وَقَدْ كان فِي الصوفية من إذا لبس ثوبا خرق بعضه وربما أفسد الثوب الرفيع القدر أَخْبَرَنَا أَبُو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد القزاز نا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت نا الْحَسَن بْن غالب المقري قَالَ سمعت عِيسَى بْن عَلِيٍّ الوزير يَقُول كان ابْن مجاهد يوما عند أبي فَقِيلَ لَهُ الشبلي فَقَالَ يدخل فَقَالَ ابْن مجاهد سأسكته الساعة بين يديك وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا فلما جلس قَالَ لَهُ ابْن مجاهد يا أبا بكر أين فِي العلم فساد مَا ينتفع به فقال له الشبلي اين فِي العلم {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ