وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمًا" قُلْتُ زِدْنِي قَالَ: " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَيْنِ" قُلْتُ زِدْنِي قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ" أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الملك بْن خيرون أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت ثنا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَدَ العبدوري نا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن الغطريف ثنا أَبُو بَكْر الذهبي ثنا حميد بْن الربيع ثنا عبده بْن حميد عَنْ الأعمش عَنْ جرير بْن حازم عَنْ أيوب عَنْ أبي قلابة بلغ به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ناسا من أصحابه أحتموا النساء واللحم اجتمعوا فذكرنا ترك النساء واللحم فأوعدوا فيه وعيدا شديدا وقال: "لو كنت تقدمت فيه لفعلت" ثم قَالَ: "إِنِّي لَمْ أُرْسَلْ بِالرَّهْبَانِيَّةِ إِنَّ خَيْرَ الدِّينِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ".
قَالَ المصنف رحمه اللَّه وَقَدْ روينا فِي حديث آخر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "إن اللَّه عز وجل يحب أن يرى آثار نعمته عَلَى عبده فِي مأكله ومشربه" وقال بَكْر بْن عَبْدِ اللَّهِ من أعطى خيرا فرؤي عَلَيْهِ سمي حبيب اللَّه محدثا بنعمة اللَّه عز وجل ومن أعطى خيرا فلم ير عَلَيْهِ سمي بغيض اللَّه عز وجل معاديا لنعمة اللَّه عز وجل.
فصل قال المصنف رحمه اللَّه وهذا الذي نهينا عنه من التقلل الزائد فِي الحد قد انعكس فِي صوفية زماننا فصارت همتهم فِي المأكل كَمَا كانت همة متقدميهم فِي الجوع لهم الغداء والعشاء والحلوى وكل ذلك أَوْ أكثره حاصل من أموال وسخة وَقَدْ تركوا كسب الدنيا وأعرضوا عَنِ التعبد وافترشوا فراش البطالة فلا همة لأكثرهم إلا الأكل واللعب فَإِن أحسن محسن منهم قالوا طرح شكرا وإن أساء مسيء قالوا استغفر ويسمون مَا يلزمه إياه واجبا وتسمية مَا لم يسمه الشرع واجبا جناية عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزاز نا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت نا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْحَافِظ النيسابوري ثنا أَبُو زكريا يَحْيَى بْن مُحَمَّد العنبري ثنا أَحْمَد بْن سلمة ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبدوس السراج البغدادي قَالَ قَامَ أَبُو مرحوم القاضي بالبصرة يقص عَلَى الناس فأبكى فلما فرغ من قصصه قَالَ من يطعمنا أرزة فِي اللَّه فقام شاب من المجلس فَقَالَ أنا فَقَالَ اجلس يرحمك اللَّه فقد عرفنا موضعك ثم قَامَ الثانية ذلك الشاب فَقَالَ اجلس فقد عرفنا موضعك فقام الثالثة فَقَالَ أَبُو مرحوم لأصحابه قوموا بنا إليه فقاموا معه فأتوا منزله قَالَ فأتينا بقدر من باقلاء فأكلنا بلا ملح ثم قَالَ أَبُو مرحوم علي بخوان خماسي وخمس مكاكيك أرز وخمسة أمنان سمن وعشرة أمنان سكر وخمسة أمنان صنوبر وخمسة أمنان فستق فجيء بِهَا كلها فَقَالَ أَبُو مرحوم لأصحابه يا إخواني كيف أصبحت الدنيا قالوا مَشْرِق لونها مبيضة شمسها أخرقوا فيها أنهارها قَالَ فأتى بذلك السمن فأجرى فيها ثم