أقبل أَبُو مرحوم عَلَى أصحابه فَقَالَ يا إخواني كيف أصبحت الدنيا قالوا مَشْرِق لونها مبيضة شمسه مجراة فيها أنهارها فَقَالَ يا إخواني اغرسوا فيها أشجارها قَالَ فأتى بذلك الفستق والصنوبر فألقى فيها ثم أقبل أَبُو مرحوم عَلَى أصحابه فَقَالَ يا إخواني كيف أصبحت الدنيا قالوا مَشْرِق لونها مبيض شمسها مجرى فيها أنهارها وَقَدْ غرست فيها أشجارها وَقَدْ تدلت لنا ثمارها قَالَ يا إخواني ارموا الدنيا بحجارتها قَالَ فأتى بذلك السكر فألقى فيها ثم أقبل أَبُو مرحوم عَلَى أصحابه فَقَالَ يا إخواني كيف أصبحت الدنيا قالوا مَشْرِق لونها مبيضة شمسها وَقَدْ أجريت فيها أنهارها وَقَدْ غرست فيها أشجارها وَقَدْ تدلت لنا ثمارها فَقَالَ يا إخواني مَا لنا وللدنيا اضربوا فيها براحتها قَالَ فجعل الرَّجُل يضرب فيها براحته ويدفعه بالخمس قَالَ أَبُو الفضل أَحْمَد بْن سلمة ذكرته لأبي حاتم الرازي فَقَالَ أمله علي فأمليته عَلَيْهِ فَقَالَ هَذَا شأن الصوفية.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت وَقَدْ رأيت منهم من إذا حضر دعوة بالغ فِي الأكل ثم اختار من الطعام فربما ملأ كمية من غير إذن صاحب الدار وذلك حرام بالإجماع ولقد رأيت شيخا منهم قد أخذ شيئا من الطعام ليحمله معه فوثب صاحب الدار فأخذه مِنْهُ.