عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ وَزَلْزَلَةً وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا وَآيَاتٍ تَتَابَعُ كَنِظَامٍ بَالٍ قُطِعَ سِلْكُهُ فَتَتَابَعَ" وقد روي عَنْ سَهْل بْن سَعْد عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَمَسْخٌ" قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى قَالَ: "إِذَا ظَهَرِت الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ" أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ سَعْد الخير بْن مُحَمَّد الأنصاري فِي كتاب السنن لابن ماجه قَالَ نا أَبُو العباس أَحْمَد بن محمد الأسدابادي نا أَبُو منصور المقومي نا أَبُو طلحة القاسم بْن المنذر نا أَبُو الْحَسَنِ بْن إبراهيم القطان ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيد بْن ماجه ثنا الْحُسَيْن بْن أبي الربيع الجرجاني ثنا عَبْدُ الرزاق أخبرني يَحْيَى بْن العلاء أنه سمع مكحولا يَقُول أنه سمع يَزِيد بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُول أنه سمع صفوان بْن أمية قَالَ كنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء عمرو بْن قرة فَقَالَ يا رَسُول اللَّهِ إن اللَّه عز وجل قد كتب عَلَى الشفوة فما أراني أرزق إلا من دفي بكفي فأذن لي فِي الغناء فِي غير فاحشة فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا آذَنُ لَكَ وَلا كَرَامَةَ وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ لَقَدْ رَزَقَكَ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا فَاخْتَرْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ مِنْ حَلالِهِ وَلَوْ كُنْتَ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ قُمْ عَنِّي وَتُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ بَعْدَ التَّقْدِمَةِ إِلَيْكَ ضَرَبْتُكَ ضَرْبًا وَجِيعًا وَحَلَقْتُ رَأْسَكَ مِثْلَهُ وَنَفَيْتُكَ مِنْ أَهْلِكَ وَأَحْلَلْتُ سَلَبَكَ نَهْبَةً لِفِتْيَانِ الْمَدِينَةِ" فَقَامَ عَمْرٌو وَبِهِ مِنَ الشَّرِّ وَالْخِزْيِ مَالا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَؤُلاءِ الْعُصَاةُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ تَوْبَةٍ حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُرْيَانًا لا يَسْتَتِرُ بِهُدْبَةٍ كُلَّمَا قَامَ صُرِعَ".
وأما الآثار فَقَالَ ابْن مسعود الغناء ينبت النفاق فِي القلب كَمَا ينبت الماء البقل وقال إذا ركب الرَّجُل الدابة ولم يسم ردفه الشَّيْطَان وقال تغنه فَإِن لم يحسن قَالَ لَهُ تمنه ومر ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه بقوم محرمين وفيهم رجل يتغنى قَالَ ألا لا سمع اللَّه لكم ومر بجارية صغيرة تغني فَقَالَ لو ترك الشَّيْطَان أحد لترك هذه وسأل رجل القاسم بْن مُحَمَّد عَنِ الغناء فَقَالَ أنهاك عنه وأكرهه لك قَالَ أحرام هو قَالَ أنظر يا ابْن أخي إذا ميز اللَّه الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء وعن الشعبي قَالَ لعن المغني والمغنى لَهُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيٍّ المقري ومحمد بْن ناصر قالا نا طراد بْن مُحَمَّد نا أَبُو الْحُسَيْن بْن بشران نا أَبُو عَلِيّ بْن صفوان ثنا أَبُو بَكْر الْقُرَشِيُّ ثني الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن ثني عَبْد اللَّهِ بْن الْوَهَّاب قَالَ أخبرني أَبُو حفص عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه الأرموي قَالَ كتب عُمَر بْن عَبْدِ الْعَزِيز إِلَى مؤدب ولده ليكن أول مَا يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشَّيْطَان وعاقبتها سخط الرحمان جل وعز فإنه بلغني عَنِ الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بِهَا ينبت النفاق فِي القلب كَمَا ينبت