المعصية هي الفاحشة فقط ولو كان لَهُ علم لعلم أن صحبتهم والنظر إليهم معصية فانظر إِلَى الجهل كيف يصنع بأربابه والحديث بإسناد عَنْ مُحَمَّد بْن عُمَر أنه قَالَ حكي لي عن أبي مسلم الخمشوعي أنه نظر إِلَى غلام جميل فأطال ثم قَالَ سبحان اللَّه مَا أهجم طرفي عَنْ مكروه نفسه وأدمنه عَلَى سخط سيده وأغراه بما قد نهى عنه وأبهجه بالأمر الذي قد حزر مِنْهُ لقد نظرت إِلَى هَذَا نظرا لا أحسب إلا أنه سيفضحني عند جميع من عرفني فِي عرصات القيامة ولقد تركني نظري هَذَا وأنا أستحي من اللَّه تعالى وإن غفر لي ثم صعق وبإسناد عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْدِ يَقُول سمعت أبا الْحُسَيْن النوري يَقُول رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ثم أردت أن أردد النظر فقلت لَهُ تلبسون النعال الصرارة وتمشون فِي الطرقات فَقَالَ أحسنت الحشر بالعلم.
فصل: وكل من فاته العلم تخبط فَإِن حصل لَهُ وفاته العلم به كان أشد تخبيطا ومن استعمل أدب الشرع فِي قوله عز وجل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} سلم فِي البداية بما صعب أمره فِي النهاية وَقَدْ ورد الشرع بالنهي عَنْ مجالسة المردان وأوصى العلماء بذلك والحديث بإسناده عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تُجَالِسُوا أَبْنَاءَ الْمُلُوكِ فَإِنَّ النُّفُوسَ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ مَا لا تَشْتَاقُ إِلَى الْجَوَارِي الْعَوَاتِقِ" والحديث بإسناده عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تملأوا أَعْيُنَكُمْ مِنْ أَوْلَادِ الْمُلُوكِ فَإِنَّ لَهُمْ فِتْنَةٌ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَذَارَى". والحديث بإسناد عَنِ الشعبي قَالَ قدم وفد عَبْد القيس عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضأة فأجلسه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وراء ظهره وقال:"كَانَتْ خَطِيئَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السلام النطر" وعن أبي هرير قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحد الرَّجُل النظر إِلَى الغلام الأمرد وقال عُمَر بْن الخطاب مَا أتى عَلَى عالم من سبع ضار أخوف عَلَيْهِ من غلام أمرد وبإسناد عَنِ الْحَسَن بْن ذكوان أنه قَالَ لا تجالسوا أولاد الأغنياء فَإِن لهم صورا كصور النساء وهم أشد فتنة من العذارى.
وبإسناد عَنْ مُحَمَّد بْن حمير عَنِ النجيب السري قَالَ كان يقال لا يبيت الرَّجُل فِي بيت مَعَ المرد وبإسناد عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن أبي السائب عَنْ أبيه قَالَ لأنا أخوف عَلَى عابد من غلام من سبعين عذراء وعن أبي علي الروزباري قَالَ سَمِعْتُ جنيدا يَقُول جاء رجل إِلَى أَحْمَد بْن حنبل ومعه غلام حسن الوجه فَقَالَ لَهُ من هَذَا قَالَ ابني فَقَالَ أَحْمَد لا تجىء به معك مرة أخرى فلما قَامَ قَالَ لَهُ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن الْحَافِظ وفي رواية الخطيب فَقِيلَ لَهُ أيد اللَّه الشيخ أنه رجل