فِي أصل جبل وإذا فيه بئر عَلَيْهِ بكرة وحبل ودلو ومطهرة وعند البئر شجرة رمان ليس فيها حمل فأقام فِي المسجد إِلَى المغرب فلما دخل الوقت إذا بأربعين رجلا عليهم المسوح وفي أرجلهم نعال الخوص قد دخلوا المسجد فسلموا وأذن أحدهم وأقام الصلاة وتقدم فصلى بهم فلما فرغ من صلاته تقدم إِلَى الشجرة فَإِذَا فيها أربعون رمانة غضة طريفة فأخذ كل واحد منهم رمانة وأنصرف قَالَ وبت عَلَى فاقتي فلما كان فِي الوقت الذي أخذوا فيه الرمان أقبلوا أجمعين فلما صلوا وأخذوا الرمان قلت يا قوم أنا أخوكم فِي الإسلام وبي فاقة شديدة فلا كلمتموني ولا واسيتموني فَقَالَ رئيسهم إنا لا نكلم محجوبا بما معه فأمض واطرح مَا معك وراء هَذَا الجبل فِي الوادي وأرجع إلينا حتى تنال مَا ننال قَالَ فرقيت الجبل فلم تسمح نفسي برمي مَا معي فدفنته ورجعت فَقَالَ لي رميت مَا معك قلت نعم قَالَ فرأيت شيئا قلت لا قَالَ مَا رميت شيئا إذن فارجع فأرم به فِي الوادي فرجعت ففعلت فَإِذَا قد غشيني مثل الدرع نور الولاية فرجعت فَإِذَا فِي الشجرة رمانه فأكلتها واستقللت بِهَا من الجوع والعطش ولم ألبث دون المضي إِلَى مكة فَإِذَا أنا بالأربعين بين زمزم والمقام فأقبلوا إلي بأجمعهم يسألوني عَنْ حالي ويسلمون علي فقلت قد غنيت عنكم وعن كلامكم آخرا كما أغناكم الله عَنْ كلامي أولا فما فِي لغير اللَّه موضع.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: عمرو بْن واصل ضعفه ابْن أبي حاتم والآدمي وأبوه مجهولان ويدلعلى أنها حكاية موضوعة قولهم أطرح مَا معك لأن الأولياء لا يخالفون الشرع والشرع قد نهى عَنْ إضاعة المال وقوله غشيني نور الولاية فهذه حكاية مصنوعة وحديث فارغ ومثل هذه الحكاية لا يغتر بِهَا من شم رائحة العلم إنما يغتر بِهَا الجهال الذين لا بصيرة لهم أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر قَالَ نا السهلكي قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الواعظ قَالَ وفيما أفادني بعض الصوفية حاكيا عَنْ الجنيد قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى الديبلي دخلت عَلَى أبي يَزِيد فَإِذَا بين يديه ماء واقف يضطرب فَقَالَ لي تعالى ثم قَالَ إن رجلا سألني عَنِ الحياء فتكلمت عَلَيْهِ بشيء من علم الحياء فدار دورانا حتى صار كذا كَمَا ترى وذاب قَالَ الجنيد وقال أحمد بْن حضرويه بقي معه قطعة كقطعة جوهر فاتخذت مِنْهُ فصا فكلما تكلمت بكلام القوم أَوْ سمعت من كلام القوم يذوب ذلك الفص حتى لم يبق مِنْهُ شيء قلت وهذه من النحالة القبيحة التي وضعوها الجهال ولولا أن الجهالة يروونها مسندة فيظنونها شيئا لكان الأضراب عَنْ ذكرها أولى أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ حبيب قَالَ نا ابْن أبي صَادِق قَالَ ثنا ابْنُ باكويه قَالَ ثنا أَبُو حنيفة البغدادي قَالَ ثنا عَبْدُ الْعَزِيز البغدادي قَالَ