للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكَانَ لِدَوْسٍ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ ذُو الْكَفَّيْنِ فَلَمَّا أَسْلَمُوا بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَحَرَقَهُ.

وَكَانَ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ يَشْكُرَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ ذُو الثَّرَى.

وَكَانَ لِقُضَاعَةَ وَلَخْمٍ وَجُذَامٍ وَعَامِلَةَ وَغَطَفَانَ صَنَمٌ فِي مَشَارِفِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الأُقَيْصِرُ.

وَكَانَ لِمُزَيْنَةَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ فَهْمٌ وَبِهِ كَانَتْ تُسَمَّى عَبْدَ فَهْمٍ.

وَكَانَتْ لِعَنْزَةَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ سَعِيرٌ.

وكان لطىء صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ الْفِلْسُ وَكَانَ لأَهْلِ كُلِّ وَادٍ مِنْ مَكَّةَ صَنَمٌ فِي دَارِهِمْ يَعْبُدُونَهُ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمُ السَّفَرَ كَانَ آخِرُ مَا يَصْنَعُ فِي مَنْزِلِهِ أَنْ يَتَمَسَّحَ بِهِ وَإِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ كَانَ أَوَّلُ مَا يَصْنَعُ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يَتَمَسَّحَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بَيْتًا وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَنَمٌ وَلا بَيْتٌ نَصَبَ حَجَرًا مِمَّا اسْتَحْسَنَ بِهِ ثُمَّ طَافَ بِهِ وَسَمَّوْهَا الأَنْصَابَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ فَنَزَلَ مَنْزِلا أَخَذَ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ فَنَظَرَ إِلَى أَحْسَنِهَا فَاتَّخَذَهُ رَبًّا وَجَعَلَهُ ثَالِثَةَ الأَثَافِيِّ١ لِقَدَرِهِ فَإِذَا ارْتَحَلَ تَرَكَهُ فَإِذَا نَزَلَ مَنْزِلا آخَرَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَلَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالأَصْنَامُ مَنْصُوبَةً حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِسَيَّةِ٢ قَوْسِهِ فِي عُيُونِهَا وَوُجُوهِهَا وَيَقُولُ: "جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا" ثُمَّ أَمَر بِهَا فَكُفِئَتْ عَلَى وُجُوهِهَا ثُمَّ أُخْرِجَتْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَحُرِقَتْ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ فِي زِمَانِ يزد برد عُبِدَتِ الأَصْنَامُ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ عَنِ الإِسْلامِ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ نا عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه نا أَبُو الْحُسَيْن بْن بشران نا عثمان بْن أَحْمَدَ الدقاق ثنا جميل ثنا حسن بْن الربيع ثنا مهدي بْن ميمون قَالَ سمعت أبا رجاء العطاردي يَقُول لما بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعنا به لحقنا بمسيلمة الكذاب ولحقنا بالنار وكنا نعبد الحجر فِي الجاهلية فَإِذَا وجدنا حجرا هو أحسن مِنْهُ نلقي ذاك ونأخذه وإذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من تراب ثم جئنا بغنم فحلبناها عَلَيْهِ ثم طفنا به أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي بْن أَحْمَدَ نا أَحْمَد بْن أَحْمَدَ الحداد نا أَبُو نعيم

أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ ثنا أَبُو حامد بْن جبلة ثنا أَبُو عَبَّاس السراج ثنا أَحْمَد بْن الْحَسَنِ بْن خراش ثنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم ثنا عمارة المعولي قَالَ سمعت أبا رجاء العطاردي يَقُول كنا نعمد إِلَى الرمل فنجمعه فنحلب عَلَيْهِ فنعبده وكنا نعمد إِلَى الحجر الأبيض فنعبده


١ الأثافي جمع الأثفية ما يوضع عليه القدر.
٢ سية القوس بكسر السين وبالياء ما عطف من طرفيها.

<<  <   >  >>