النصارى بالجرس أو الناقوس، فتأكدت الحاجة إلى دعوة المسلمين بشيء ينبههم لها، فشرع الله لهم الآذان لذلك، كي يقبلوا إلى المساجد لأداء الفرض الواجب عليهم وهو الصلاة، فكان بلال أول من أذن في الإسلام، واستمر على هذا مدة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو مؤذنه حضرا وسفرا وكان إذا فرغ من الآذان وأراد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن، وقف على باب حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال حي على الصلاة حي على الفلاح يا رسول الله، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته ورآه بلال ابتدأ الإقامة.
وكان للرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين هم بلال، وأبو محذورة، وعمرو بن أم مكتوم الضرير، فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة، وإذا غابا أذن عمرو بن أم مكتوم.
ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة سنة ثمان من الهجرة، أمر بلالا أن يؤذن على ظهر الكعبة المشرفة - لانعدام المئذنة يومئذ - فصعد بلال فوقها وأذن، وقد أزعج المشركين وأقلقهم صوت هذا الحبشي وهو يؤذن من فوق ظهرها إذ لم يكونوا يسمحون لأحد غيرهم بالصعود فوقها، إذ الإسلام محا جميع الفوارق العرقية والبشرية، فكل المسلمين سواء، ويسعى بذمتهم أدناهم