هو من السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين ومن أولئك السابقين الذين نالهم من مشركي قريش أذى كثير، وفتنة عمياء وبلاء عظيم لا يتحمله إلا أصحاب العقيدة الصحيحة المؤمنين بها، من أجل عقيدتهم، ومن الثابتين على الحق بالرغم من كل ذلك.
فهو ((صيب)) بن سنان بن مالك بن عبد عمرو، وهو من بني ((النمر بن قاسط)) وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيص، وكنيته ((أبو يحيى)) كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عربي الأصل، إذ هو من ((الجزيرة)) ومن أرض الشام، وقال من كتبوا عنه، وإنما قيل له الرومي، لأن الروم سبوه (اختطفوه) وهو صغير، فقد سبي من قرية ((نينوى)) من أعمال الموصل، وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على ((الأبلة)) قال يا قوت الحموي في معجم البلدان (الأبلة بلد على شاطئ دجلة البصرة العظمى، وفي زاوية الخليج الذي يدخل إلى البصرة)، وبلدة الأبلة أقدم من البصرة - إذ البصرة بناها عتبة بن غزوان الصحابي المعروف - في خلافة عمر بن الخطاب رضي