ذكر الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه ((الوابل الصيب من الكلم الطيب)) فقال سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول (أوحى الله إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم: أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال: لا. قال: لأني رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ). اه. وهذه صفة من صفات الخالق جل جلاله فإنه يعطي ولا يعطى ويطعم ولا طعم وقيل إنما اتخذه ربه خليلا لإطعامه الطعام وإكرامه الضيفان ومن هذا ما ذكره الإمام السيوطي في ((الدر المنثور)) ونسبه إلى البيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل (يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال: لإطعامه الطعام).
وكان ثناء الله على خليله إبراهيم ثناء يناسب مقامه عنده، جاء ذلك في كثير من الآيات القرآنية منها قوله تعالى:(إن إبراهيم لأواه حليم) وقوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) وهذا مدح وثناء من الله على إبراهيم وقد علم الله أنه أهل لقيادة أمته والسير بها في طريق السلامة والنجاة، وهي طريق التوحيد الخالص فكان عليه أن يخلصها من رجس الوثنية وعبادة المخلوق وهو الدين الذي كان عليه أهل زمانه وأمته في عبادتهم لملكهم (نمروذ)