ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، وزوجه حذيفة أمة له يقال لها ((سمية بنت خباط)) (١) فولدت له عمارا، فأعتقه - عمارا - أبو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر، وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر وكان عمار يكنى أبا اليقظان.
قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وبلال، وخباب وصهيب، وعمار، وأمه سمية.
دار الأرقم: ودار الأرقم بن أبي الأرقم كانت أول مركز - تجمع فيه المسلمون - وخلية من مراكز وخلايا انبثاق نور الإسلام، إذ كان المسلمون لا يجرؤون على الجهر بالإسلام وإقامة شعائره أمام الناس، كالصلاة، فلا يستطيعون إظهارها، وكانوا يجتمعون سرا في هذه الدار، إلى أن أظهر الله الدين بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فخرج بهم إلى الحرم وأدوا الصلاة فيه، - والمشركون ينظرون ويسمعون - فلم يمنعهم أحد، ودار الأرقم مقرها بجوار ((باب الصفا)) في مكة المكرمة ولهذه الدار وصاحبها الشجاع فضل ومزية في نشر الإسلام ودعوته
(١) خباط بضم المعجمة وتشديد الموحدة، الإصابة ج ٨ ص ١١٣ - ١١٤.