روى عنه الحديث كثير من الصحابة، منهم عبد الله ابن عباس، وأنس، وعقبة بن عامر، وأبو سعيد وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك، قال: قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هدانا الله؟ قال: تبغض العرب فتبغضني) أخرجه الإمام أحمد، والترمذي، والحاكم عن سلمان. فإلى بعض الجهال ممن يدعون الإسلام نسوق هذا الحديث.
[ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه]
فضل الله البعض من عباده على غيرهم بفضائل ظهرت في أعمالهم وسلوكهم، ومما سلف علمنا فضل سلمان الفارسي، الذي دفعه حبه للدين الصحيح والعقيدة السليمة وبحثه عن الحق إلى المخاطرة بحياته، وإلى المغامرات التي خاضها من أجل البلوغ إلى غايته التي قطع في سبيلها الفيافى والقفار، ولم يشأ أن ينعم بنعيم الحياة الدنيا مع أبيه الذي كان يحبه حبا عظيما وبين أهله وعشيرته التي كانت تجله وتقدره لما يقوم به من أعمال دين قومه وعقيدتهم ونارهم المعبودة، من دون الله رب العالمين، وهذا توفيق من الله لهذا الرجل الصالح