للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرف بالضبط أيهما السابق في الوفاة لتعدد الأقوال، هل عمه قبل زوجته أو هي قبله، خلاف لا يتوقف عليه شيء، وكانا هما المشفقين عليه، ذلك عمه ومربيه وكافله من صغره، وهذه زوجه وناصرته ومعينته على تبليغ الدعوة والرسالة وأولى المؤمنات به من النساء عمه في الظاهر، وزوجه في الباطن كلاهما دفع عنه ظلم قريش فهو كافر به - كرسول - منكر لدعوته ولدينه، وهي مؤمنة به وبدينه وبدعوته، وقد نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم تكن تطمع فيه قبل موت عمه أبي طالب، وزوجه خديجة رضي الله عنها، فدخل بيته في يوم من الأيام والتراب فوق رأسه رمته عليه قريش، فقامت إحدى بناته تزيله عنه وتبكي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها (لا تبكي يا بنية، فإن الله مانع أباك)، وكان يقول في بعض المناسبات، (ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات عمي أبو طالب).

[الرسول صلى الله عليه وسلم وقبيلة ثقيف في الطائف]

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف من أجل الدعوة إلى دين الله وكان هذا الخروج بعد موت عمه أبي طالب وزوجه البرة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقصد قبيلة (ثقيف) فصدها لعلها تنصره على خصوم الدعوة وتستجيب لدعوة الله فتفوز بالسبق إلى الدين الحنيف، وتنال ما يبقى لها ذكرا جميلا وذخرا طيبا، غير أنها أعرضت عن هذه

<<  <   >  >>