ونظيف إلى هذا دعوى أخرى مللنا - كثيرا - سماعها وهي هذا القول الشائع على الألسنة والأقلام تحت عناوين جد ضخمة عن ((حقوق الإنسان)) قالوا عن هذه الحقوق أو العقوق)) أنها مبدأ مسطر في قوانين ((جمعية الأمم)) الموقرة كثيرا ومعنى هذه الحقوق أن كل دولة انخرطت في هذه الهيأة لزمها أن تطبق هذه القوانين وتنفذها في بلدها على رعاياها فتمكن كل إنسان من حقه الطبيعي كي يعيش في حياته هذه كريما محترما، غير أن الواقع انكشف على خلاف ذلك فتسطير القوانين على الأوراق شيء وتطبيقها شيء آخر وأرى أن هذه خدعة أو خرافة من الخدع والخرافات التي تقال للصبيان لتنويمهم أو لتلهيتهم حتى لا يقلقوا آباءهم وأمهاتهم بسؤالهم طلب بعض ما يريدون ويشتهون.
فقد رأينا أنه كلما جاءت ذكرى يوم الإعلان العالمي (لحقوق الإنسان) المزعومة، وهي يوم ١٠ ديسمبر ١٩٤٨ وذلك حين أعلنت جمعية الأمم عن حقوق الإنسان إلا ورأينا وسمعنا وسائل الإعلام انطلقت بأبواقها من صحافة وإذاعة وتلفزة ومجتمعات تعقد لهذا الغرض وهو تمجيد هذا اليوم الأغر في حياة الإنسانية التي عانت كثيرا من الظلم والاستبداد تمجده لما وقع فيه وهو هذا الحدث الهام الذي أعلنت فيه جمعية الأمم عن حقوق الإنسان.