فقلت كلا والله، فخافني وقيدنى بالحديد، فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم.
وقصته مذكورة في كتاب ((دلائل النبوة)) للإمام البيهقي وفي غيره.
[سلمان الفارسي يبحث عن حقيقة العقيدة والدين الصحيح]
هذا سلمان الفارسي في رحلة زمانية ومكانية طويلة وشاقة محفوفة بالمخاطر والأهوال، وفي نهايتها يبلغ مراده، بعد أتعاب ومشاق وأهوال، قال سلمان وسألتهم - النصارى - إعلامي بمن يريد الشام ففعلوا، قال: فألقيت الحديد من رجلي وخرجت معهم إلى الشام، فسألتهم عن عالمهم؟ فقالوا: الأسقف فأتيته فأخبرته وقلت له أكون معك، أخدمك وأصلي معك، فقال: أقم، فمكثت مع رجل سوء في دينه وكان يأمرهم بالصدقة، فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه، حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا - فضة - فتوفي فأخبرتهم بخبره، فزبروني - زجروني - فدللتهم على ماله، فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه، (فقد كان هذا الراهب يسرق الأموال باسم الدين، فجازوه جزاء الخائن للأمانة، فما أولى بهذا الحكم وما أحقه بالتطبيق على خونة هذا الزمان باسم الدين) قال سلمان، وأجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه، زهدا ورغبة في الآخرة