للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلاحا، فألقى الله حبه في قلبي حتى إذا حضرته الوفاة قلت له: أوصني، فذكر رجلا بالموصل، كانا على أمر واحد، حتى هلك، فأتيت الموصل، فلقيت الرجل فأخبرته بخبري، وأن فلانا أمرني بالإتيان إليك، فقال لي: أقم، فوجدته على أمره وسبيله، حتى حضرته الوفاة، فقلت له: أوصني فقال ما أعرف أحدا على ما نحن عليه إلا رجلا بعمورية - بلدة في أرض الروم - - الشام -، فأتيته بعمورية فأخبرته بخبري، فأمرني بالمقام عنده واكتسبت، فاتخذت غنيمة وبقرات فحضرته الوفاة فتلت له: إلى من توصي بي، وبم تأمرني؟؟ فقال أي بني، والله لا أعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم ((الحنيفية)) يخرج بأرض العرب، مهاجره بأرض بين حرتين، بينهما نخل، وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تلحق بتلك الأرض فافعل.

ثم استمر سلمان في سرد قصته - العجيبة - وهداية الله له إلى الإسلام الحنيف، الذي رحل من أجله هذه الرحلة الطويلة في الزمان والمكان بحثا عن الحقيقة إلى أن ظفر بمبتغاه، قال سلمان: فتوفي ذلك الرجل الصالح - وهو الثالث ممن صحبهم سلمان - من أجل البحث عن الدين الحق، والعقيدة الصحيحة، ومر بي ركب من العرب من قبيلة (كلب) فقلت لهم، أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم

<<  <   >  >>