للصحيفة فلما وجدوها خالية من كل تعهد والتزام وجدوا السبيل أمامهم سهلا للخروج مما كانوا تعهدوا به، فنقضوا ما كانوا تعهدوا به وأبرموه، وبهذا ظهر نصر الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولحزبه حزب الله فلم يلن لهم ولم يضعف، ولم يترك الدعوة إلى الله مقابل إشباع بطنه كما يفعل في وقتنا الحاضر من يدعون الإسلام، وهم يعملون على تحطيمه بما يأخذونه مقابل سكوتهم عن نصرة الحق والعقيدة والدين والدعوة إليه ولله در عزيز النفس الذي قال:
ولا ألين لغير الحق أسأله...حتى تلين لضرس الماضغ الحجر
فالشاعر الحكيم قال: إنني لا أستجيب لأي إنسان طلب مني غير الحق ولا يجد في لينا وتساهلا لأجل طلبه إلا كما تليت الحجر لضرس الماضغ لها ومن المعروف أن الحجر لا تلين للمضغ، وهو تشبيه يدل على صلابة العود وقوة العقيدة التي تحلى بها هذا الشاعر فإنه لا يقبل التنازل ولا يميل ويلين إلا للحق.
[اشتداد أذى المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم]
أصيب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت عمه أبى طالب وزوجته البارة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بما لم يكن يصاب به لو كانا على قيد الحياة، فقد هلكا في عام واحد، والمدة بينهما قريبة، ولم