بأمثال هؤلاء المؤمنين المستضعفين الصابرين على البلاء والعذاب ظهر الحق وزهق الباطل وانتصر العدل على الجور والطغيان، واندحر الظلم والباطل والفساد، فاستنارت البصائر المظلمة، وأشرقت على عالم الإنسان شمس اليقين، وفي هذا السعادة كل السعادة، والطمأنينة كل الطمأنينة، فبعثت أرواح بني آدم بعثا جديدا، فحلت في أجسامها بعد أن سكنتها أرواح مردة شياطين الوثنية، وطهرت من خبث الطوية.
وبمثل هؤلاء الأخيار الطيبين أمكن رفع لواء التوحيد عاليا وخفاقا، وجد السير به سيرا حثيثا ومتواصلا أشواطا تتبعها أشواط، إلى أن أشرقت شمس المسيرة الإسلامية على أحياء الأحرار، ومحبي معاشرة الأحرار الأخيار فأنارتها بنور اليقين بعد ظلام دامس في أيام الشرك ولياليه، تلك التي امتدت عبر أزمان غابرة، قطعتها الإنسانية في جهالة جهلاء، فلما حان موعد الحياة الحقيقية الصالحة بالإنسان، قال الله الخالق المدبر الحكيم لرسوله محمد العظيم: ((إنا أرسلناك