للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحملوني إلى وادي القرى (١) قال سلمان: فظلموني وباعوني عبدا من رجل يهودي، فرأيت النخل فعلمت أنه البلد الذي وصف لي، فأقمت عند الذي اشتراني، وقدم عليه رجل من بني قريظة، فاشتراني منه وقدم بي إلى ((المدينة)) فعرفتها بصفتها، فأقمت في ((رقي)) معه أعمل في نخله، وبعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، فأقام بمكة ما أقام، وعقلت عن ذلك، حتى قدم المدينة، فنزل في بني عمرو بن عوف، فإني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي فقال: أي فلان قاتل الله بني قيلة (٢) مررت بهم آنفا وهم مجتمعون على رجل قدم عليهم من مكة، يزعم أنه نبي فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذني العرواء - الرعدة من الحمى والبرد - ورجفت بي النخلة حتى كدت أن أسقط، ونزلت سريعا فقلت: ما هذا الخبر؟ فلكمني صاحبي لكمة شديدة وقال: وما أنت وذاك؟ أقبل على شأنك، فأقبلت على عملي حتى أمسيت، فجمعت شيئا فأتيته به وهو بقباء عند أصحابه، فقلت له: اجتمع عندي شيء أردت أن أتصدق به، فبلغني أنك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة، فرأيتكم أحق به، فوضعته بين يديه، فكف يده وقال لأصحابه: كلوا، فأكلوا، فقلت هذه واحدة - يعني من أمارات


(١) وادي القرى قال فيه ياقوت: هو واد بين المدينة والشام، من أعمال المدينة، كثير القرى.
(٢) بنو قيلة هم الأنصار، وقيلة اسم امرأة وهي أم الأوس والخزرج.

<<  <   >  >>