الدعوة المحمدية، وأقبلت على دعوة الشيطان، فسخرها إلى أن تكون في خدمة الأوثان أولى لها من أن تكون من جنود الرحمن، وقصد في ثقيف إخوة ثلاثة هم من عائلة مشهورة في القبيلة كان يظن أنهم يستجيبون له وينصرونه على من وقف في طريق تبليغ دعوة الله، ودعوة رسوله وذلك ما يكسبها الكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، ولكن (تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن)، كما جاء في المثل العربي القديم وهؤلاء الإخوة الثلاثة هم عبد ياليل ومسعود، وحبيب بنو عمرو بن عمير، وهم سادة ثقيف وأشرافها، ولهم الكلمة المسموعة والنافذة في القبيلة فجلس إليهم وحدثهم عن السبب الذي جعله يقصدهم من أجله غير أنهم ردوا دعوته ردا غير مناسب للداعي ولا لمن أرسله بعد أن بين لهم أنه إنما قصدهم لينصروه على المعارضين له حتى يبلغ دعوة الله، فقال له أحدهم في رده لتلك الدعوة:
١) هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك - يريد هو يزيلها ويرمي بها كما يزال الشعر ويرمى به -
٢) وقال الآخر أما وجد الله أحدا أرسله غيرك؟
٣) وقال الثالث والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما يتبغي لي أن أكلمك.