للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليهود والمنافقين والمشركين، فلم تقع حرب فيها، كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب: ((وكفى الله المؤمنين القتال)) حيث رجع الأحزاب على أعقابهم خاسرين وخاسئين، إذ سلط الله عليهم ريحا قوية وشديدة أسقطت قدورهم من فوق أثافيها المنصوبة عليها، كما اقتلعت وأسقطت عليهم قوائم خيامهم التي كانت تحملها، وألقت الرمال والأتربة عليهم، وقد أفزعهم ما رأوه واقعا ونازلا بهم في لحظة قليلة، فأسرعوا بالعودة من حيث أتوا هاربين فارين، وهذا من نصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الداعي إلى الله وحده، فلا حرب فيها ولا قتال، وكان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لما أشار به سلمان عليه يحفر الخندق نجاحا له لم يكن متوقعا على الأحزاب وانتصارا باهرا لرسوله الكريم، فقد جاؤوا بنية الغزو والفساد للبلاد والعباد فكانت الخيبة والهزيمة من نصيبهم الذي غنموه وعادوا به إلى ديارهم، وهذا من صنع الله، لحماية دينه ووقاية رسوله من شر الغزاة المفسدين، ولما عمل رسول الله بإشارة سلمان (في حفر الخندق) ولما رآى فيها من أنها وسيلة من وسائل الحماية والوقاية للمسلمين، ادعى كل من الأنصار والمهاجرين نسبة سلمان إليهم، فقال الهاجرون: سلمان منا، وقال الأنصار: سلمان منا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((سلمان منا أهل البيت))، أخرجه الحاكم والطبراني عن عمرو ابن عوف.

<<  <   >  >>