للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن أدخل على محمد فأسمع كلامه، فقال لي: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يوما على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا، ونحن مستخفون، وكان إسلام عمار وصهيب بعد بضع وثلاثين رجلا كما سلف.

وكان عمار بن ياسر من مستضعفي الصحابة الذين كانوا يعذبون في مكة من مشركيها ليرجعوا عن دينهم ولكنهم كانوا يأبون هذا الذي يأمرهم به المشركون.

والمستضعفون قوم لا عشائر لهم في مكة تحميهم من طغاة أقوياء المشركين فكان العذاب ينزل عليهم بلا شفقة ولا حنان ولا خوف من أحد، إذ ليس لهم منعة ولا قوة غير قوة الله الواحد القهار، فكانت قريش تعذبهم بالرمضاء في وسط النهار، ليرجعوا عن دينهم، وكان عمار وصهيب يعذبان العذاب الشديد حتى ما يدرى أحدهما ما يقول، فبمواقف هؤلاء المؤمنين وبصبرهم على ما أصابهم من شديد العذاب ظهر الحق وانتصر على الباطل وأعوانه وأنصاره، وانتشرت عقيدة التوحيد، وهي العقيدة الصحيحة.

ذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى نسب عمار بن ياسر ونسب أمه سمية فقال: هو عمار بن ياسر بن عامر ابن مالك بن كنانة ... الخ، ثم قال: كان قدم ياسر ابن عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وبقي

<<  <   >  >>