يطلبون منه أن يزوج أختهم من فلان، فقال لهم: أين أنتم عن بلال؟ أين أنتم عن بلال رجل عن رجال الجنة؟ قال: فأنكحوه.
وقال أصحاب السير: كان الناس يأتون بلالا فيذكرون فضله، وما قسم الله له من الخير، فكان يقول لهم إنما أنا عبد حبشي كنت بالأمس عبدا.
وكان المشرك (أمية بن خلف) الجمحي ممن يعذبون بلالا، بل كان هو أكبر معذبيه، فكان يوالى عليه العذاب والإهانة والمكروه، فكان من قضاء الله وقدره أن مكن الله بلالا من عدو الله وعدوه أمية بن خلف يوم غزوة بدر فقتله، حسبما ورد هذا في كتب السيرة، فقد جاء فيها أن بلالا لما أبصر عدو الله أمية بن خلف صاح وقال: أمية بن خلف عدو الله، لا نجوت إن نجا، وأجهز عليه فقتله، وأخذ ثأره وحقه منه، لما كان يفعله به من أنواع التعذيب والتنكيل والإهانة، فقال فيه أبو بكر رضي الله عنه.
هنيئا زادك الرحمن خيرا ... فقد أدركت ثأرك يا بلال
ذلك أن أمية بن خلف - معذب بلال - كان يخرجه إذا حميت شمس الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة - كما مر - ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له:(لا والله) لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيجيبه