الرضوان وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى ببدر البلاء الحسن، كما شهد ((اليمامة)) فأبلى فيها أيضا، وفيها قطعت أذنه رضي الله عنه.
وأرض اليمامة معروفة، وهي جزء من بلاد العرب، معدودة من تراب ((نجد)) وكان في اليمامة إذ ذاك ((مسيلمة)) الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحرب اليمامة وقعت في السنة الثانية عشرة من الهجرة فقد ارتد من ارتد من بعض القبائل العربية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنعوا الزكاة فلم يدفعوها إلى بيت المال كما كان العمل جاريا في زمنه، ومن تلك القبائل قبيلة بني حنيفة باليمامة بزعامة كذابها مسيلمة النبي الكذاب، فجهز لهم الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثلاثة جيوش فكان ثالثها وآخرها - وهو جيش النصر - القاضي عليها بقيادة سيف الله المسلول على الكافرين ((خالد بن الوليد)) رضي الله عنه، على ما ورد في كتب التاريخ، كما مر، ودارت الحرب بين حنيفة وجيش الإسلام بشدة، وقتل فيها زعيمها مسيلمة الكذاب، كما قتل فيها من الصحابة رضوان الله عنهم عدد وافر وخاصة حفظة القرآن الكريم وهذا ما جعل عمر بن الخطاب يفكر في جمع القرآن مخافة دروسه وذهابه بذهاب حفظته، فأشار على أبي بكر بذلك، فامتنع الخليفة الأول أولا ثم شرح