يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، قال: وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت، فهي تذبذب - تتحرك - وهو يقاتل أشد القتال.
وصحب عمار عليا رضي الله عنهما وشهد معه الجمل وصفين، فأبلى فيهما، قال أبو عبد الرحمن السلمي شهدنا ((صفين مع علي فرأيت عمار ابن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية ((صفين)) إلا رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم، قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم ابن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة؟ الجنة تحت البارقة - السيوف - اليوم ألقى الأحبة، محمدا وحزبه، والله لو قاتلونا حتى يبلغوا بنا شعاب هجر لعلمت أننا على حق وأنهم على الباطل، وقال أبو البختري: قال عمار بن ياسر يوم ((صفين)) إيتوني بشربة، فأتى بشربة لبن، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى: (آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن) فشربها، ثم قاتل حتى قتل، رحمه الله ورضي عنه، وكان عمره أربعا وتسعين سنة، وقيل ثلاثا وتسعين، وقيل إحدى وتسعين.
وفي المعذبين من ضعفاء الصحابة رضوان الله عنهم نزل قوله تعالى على ما قاله المفسرون: ((والذين هاجروا في سبيل الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة