وقال لهم: يا معشر قريش تعلمون أني من أرماكم، والله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي بيدي منه شيء فإذا كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا: فدلنا على مالك، ونخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك، فدلهم عليه وتركوه، فلحق برسول الله صلى ألله عليه وسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم (ربح البيع أبا يحيى) فأنزل الله عز وجل في هذا قوله: ((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد)) (١).
وروى أصحاب السنن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السباق أربعة أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة).
وقد تقدم عن مجاهد أنه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار بن ياسر، وأمه سمية، رضي الله عنهم اجمعين، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه الله من عذابهم بعمه أبى طالب، وأما أبو بكر الصديق فمنعه الله يقومه، لمكانتهم عند العرب، وأما الآخرون فأخذوا وألبسوا أدراع الحديد ثم صهروا في الشمس.