مبلغ من المال يدفعه العبد لسيده، فإذا دفعه له خرج من عنده حرا فلا تكون له سلطة عليه، وهذا نوع من أنواع العتق، فالعبد المملوك يشتري رقبته من سيده ومالكه، ليزيل عن نفسه عناء العبودية وذلها وشقاءها، يمنح السيد عبده فرصة للعمل خارج نطاق ملك سيده، فيعمل العبد بالأجرة ويأتيه بالقدر الذي يحصله منها ويدفعه له فإذا تم دفع المبلغ المتفق عليه بينهما حرر العبد نفسه بنفسه، كما فعل سلمان مع مالكه اليهودي، بإشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا كان العمل جاريا في السابق من الزمان أيام كانت العبودية والعبيد، ومن تتبع التاريخ القديم أدرك مدى الغاية التي يرمي إليها الإسلام في تشريعه لهذه الأحكام، التي ترمي إلى الحرية والتحرر، سواء كان هذا بالمكتابة، أو بتحرير الرقاب، كما في الكفارات، أو بالعتق لله وفي سبيل الله، والكتابة المذكورة باب من أبواب الفقه الإسلامي.
وقد رغب القرآن الكريم في الكتابة هذه وحث المسلمين عليها وطلب من المالكين تسهيلها وتيسيرها على عبيدهم، إذا علموا فيهم خيرا، كصلاح في الأقوال والأعمال، أو قدرة على كسب المال، أو ليتفرغوا لشؤونهم الخاصة، كزواج، وجهاد، وتعلم حرفة، إلى غير هذا مما يزيد في قوة المسلمين، فإذا طلبها العبيد من مالكيهم أعطوها لهم ومكنوهم منها، كما فعل مالك سلمان - اليهودي - وغيره من السادة