وهي قولهم لهم (فاقوا بكم) - ومعناها انتبه الناس لما تريدون - هذا ما يقوله المسلم - اليوم - لدعاة الإلحاد، والشهوات، وعبيد المال.
إذن فليعن بعضنا البعض على التحرر من عبودية الشهوات، وعقائد الزيغ والضلال والإلحاد، إذ عبودية الرقاب قد انتهى زمنها، وذهب غير مأسوف عليه وخلفته عبودية الشهوات ورق المال اللذين صيرا الأحرار عبيدا.
إن سلمان الفارسي قد شارك المسلمين في حياة النضال والجهاد من أجل العقيدة الصحيحة بعد أن نال حريته بكتابته، فقد اندمج في حياة الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك في كل الغزوات معهم بعد التحرر، ولم يفته من تلك الغزوات إلا غزوتا بدر وأحد وبعض المناوشات لأنه كان عبدا رقيقا مملوكا لسيده والمملوك لا جهاد عليه، وأول غزوة شارك فيها هي غزوة (الخندق) لأنه تحرر من الرق، ولم يتخلف عن مشهد من المشاهد بعدها، وسميت بغزوة الخندق لأن سلمان الفارسي هو الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفره إذ العرب كانت لا تعرفه فهو من تنظيمات الدول الحربية.