أو نزل وتدلى، ومن هذا المنطلق والاعتبار ما ذكره الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) عن معمر عن قتادة قال: كان بين سعد بن أبي وقاص وبين سلمان شيء، فقال له سعد: انتسب يا سلمان (يريد اذكر نسبك) - وفي طلب سعد هذا لمزة - فقال سلمان ما أعرف لي أبا في الإسلام، ولكن (سلمان ابن الإسلام) فلله در سلمان في هذا الجواب، فقد قال المسلم القديم قبله مفتخرا بإسلامه، تاركا لمن يفخر بالعظام البالية النخرة وإلى من يجري وراءها في ميدانهم ما أرادوه
أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم
فبلغ ما قاله سعد لأخيه سلمان إلى أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب، فلقي عمر سعدا ذات يوم، فقال له عمر انتسب يا سعد، فقال سعد لعمر، أنشدك بالله يا أمير المؤمنين (قال وكأنه عرف ما أراده عمر من انتسابه) فأبى عمر أن يدعه، حتى انتسب، تم قال له عمر، لقد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية، وأنا عمر ابن الإسلام، أخو سلمان ابن الإسلام، ثم قال له عمر، أما والله لولا شيء لعاقبتك.
فما أعدل الإسلام وما أطيبه، وما أعدل عمر في حرصه على سلامة الإسلام واطمئنان الغرباء عن العرق العربي إلى نسبتهم إليه فلا عيب عليهم، ولا حيف ولا ظلم يلحقهم إذا كانوا خارجين عن النسب العربي، فهم والعرب سواء