العير ولا في النفير، فوجودهم وعدهم سواء، فلا يوثق بهم ولا يعتمد عليهم، أما أصل العقيدة وما تتطلبه من الوقوف إلى جانبها إذا حاربها خصومها، وما يقتضيه ذلك الموقف فهذا شيء آخر بحسب الظروف والملابسات، فهم مع الحق في زمن ظهوره، ومع الباطل في ساعة عتوه وجبروته، والفضل يرجع - دائما لأهل الصدق والوفاء، فهم أنصار الدين المتمسكون بعقيدتهم الإسلامية.
ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان لا يميل إلى الجبابرة والطغاة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون بل كان يحب الفقراء ويميل إليهم، فهم في الغالب يصبرون على ما ينالهم، ولا يخافون على أموالهم أن تضيع أو تنقص، ولا على مناصبهم أن تنزع منهم، بل كان يجالسهم ويعطف عليهم، وقد ضرب المثل الأعلى في هذا وكان يقول (اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين).
أما الطغاة والجبابرة الذين يأنسون من أنفسهم نوعا - ما - من القوة، فإنهم يترفعون - جهلا وغرورا - عن إخوانهم الضعفاء، فكم وكم من نصيحة قدمها، وكم من توجيه وجههم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقائد المسلمين فلم يعبأوا به، فأصابهم ما يصيب المعرضين عن نصائح الرسل الكرام، ففكر قليلا - أيها المسلم - في قوله عليه الصلاة والسلام، فيما أخرجه