والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين))، سورة الأنعام الآية ٥٢ قال: جاء بعض كفار قريش (منهم الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة ابن حصن الفزاري، قبل أن يسلما) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريدون الجلوس معه، فلما رأوه جالسا مع الفقراء الضعفاء، أمثال خباب بن الأرث وبلال، وعمار بن ياسر، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، الخ نفروا منهم، ولم يرغبوا في الجلوس إليه في مجلس واحد مع هؤلاء الضعفاء، واحتقروهم لضعفهم وفقرهم، فأتوه واختلوا به وقالوا له: نحن نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأاعبد، فإذا جئناك فأقمهم عنك، فإذا نحن في غنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، قال: فدعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية، فزل جبريل من قبل رب العالمين، على رسوله الأمين، بهذه الآية ((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من جسابهم من شيء زما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين)) فكف وترك ما عزم على كتبه إجابة لرغبة عظماء قريش، يا لها من تربية ربانية لرسوله الحبيب إليه، فنسبه ربه إلى الظلم إن هو أبعد الفقراء عن مجالسته لحظة من الزمن ليتفرغ فيها