الأشراف والفقراء والأغنياء طبقة واحدة، بفضل الروح الإسلامية التي بثت فيهم الحب لبعضهم والأخوة فيما بينهم، وسارت في نفوسهم تقضي على كل فوارق الجاهلية.
فقضية التمييز بين الناس بحسب مراتبهم أو طبقات الأشراف والأراذل قضية قديمة بقدم الإنسان، لكن الإسلام أبطل التعامل على حسب تلك الفوارق المجحفة، التي جعلها الإنسان لنفسه وليعلو بها على أخيه وأثبت - الإسلام - أن الفرق بينهما يكون بما لا إجحاف فيه، فهو يرى أن عمل الإنسان هو الذي يرفعه أو يضعه وإلى هذا يشير القرآن حيث قال:((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين)) وقال: ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) إن الإسلام ينظر إلى النفوس والأعمال لا إلى الذوات والأنساب، فإن أشراف الناس هم أشراف النفوس والهمم، ولو كانوا فقراء، وأن أراذل الناس وأنزلهم قيمة هم أراذل النفوس والهمم، ولو كانوا أغنياء بنسبهم وأموالهم، ولم يخل زمان ولا مكان منهما، فالأشراف لا يظلمون الناس لشرفهم، فهم سراة القوم وأعيانهم، لهذا كانوا يختارون للحكم بين الناس وللمناصب العالية، فالأمة التي تختار من بين أفرادها النخبة الصالحة من أبنائها للسياسة والرئاسة تسعد وتنال ما تتمنى من الحياة العزيزة الكريمة وكذلك الحكومة المختارة من بين أفراد الأمة الذين جمعوا بين النفس الشريفة والخلق الكريم، فإنها تشرف