قلة الوسائل التي تعينهم على التأليف والنشر لولا تلك الكتب لضللنا عن طريقتهم المثلى ولأصابنا الزيغ والخسارة، إذ العلماء يموتون ويذهب علمهم بموتهم، إذا لم يدونوه - وهل عوضنا من مات من علمائنا في العهد الأخير؟ - بخلاف تآليفهم الباقية بعد موتهم فإنها تبقى ولا تضيع بموت مؤلفيها فمال إلى الرأي الأول واختاره كثير من العلماء السابقين، وإلى هذا الرأي مالت (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) فأنشأت المدارس لتعليم الصغار التعليم الابتدائي ومعهد ((عبد الحميد ابن باديس)) للتعليم الثانوي والمساجد لتعليم الكبار الراغبين في التعلم، وفيها وبواسطتها كانت تلقى دروس التوجيه الدينى والوعظ والإرشاد والأخلاق الإسلامية، للعامة الذين فاتهم التعلم في وقته.
أما تأليف الكتب وتصنيفها بالنسبة إلى أفراد جمعية العلماء فكان قليلا بالنظر إلى صرف الاهتمام من معلميها وشيوخها إلى إعداد القراء للكتب أو للتأليف لأن شعبنا كانت فيه الأمية متفشية ومستحكمة الحلقات وكانت صحف الجمعية وغيرها قليلة الانتشار بالنظر إلى كثافة السكان، فقد رأينا البعض من أبناء الأمة يشتريها أو يشترك فيها بقصد التأييد والإعانة لا غير، أما القراءة لها والاستفادة منها فلا يستطيع لأنه أمي وبهذا الرأي عملت وداومت عليه حتى تخرج من مدارسها ومعهدها - الوحيد - لديها طائفة لا بأس بها استفادت منها الأمة فائدة أغنتها عن جلب الكثير ممن يقوم بأعباء