ذلكم هو إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وقوة حجته مع خصوم التوحيد، فهو دائما يقيم لهم الدليل على وحدانية الله وأنه الإله الحق فلا يقبل الشركة في ألوهيته ولا في ربوبيته، وهذا إلهام رباني وتعليم إلهي له ليرشد به المشركين الضالين إلى أن المعبود واحد لا يسهو ولا ينام ولا يغيب عن معبوده فهو معه أينما كان حاضر في قلب معبوده ولنتأمل دعوته وحجته هذه، كيف تدرج بها وارتقى من درجة إلى أخرى، حتى أوقف المشركين على الصحيح من العقيدة والعبادة وهذا في قوله تعالى في سورة الأنعام (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رآى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (٧٦) فلما رآى القمر بازغا قال هذا ربي فلما آفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (٧٧) فلما رآى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون (٧٨) إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (٧٩)).