دليل على ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأذى الذي أصاب أصحاب الدعوة المحمدية وأنصارها وفي هذا قال شوقي رحمه الله:
وكان من أفحشهم أبو لهب ... عم ولكن مذهب السوء ذهب
ومثل الأنبياء في هذا العلماء والدعاة إلى الله وإلى شرع الله إذ هم ورثة الأنبياء والمرسلين في التبليغ والنواب عنهم إذا غابوا في تبليغ دعوتهم فيلحقهم ما لحقهم من طغاة الحكام الجاهلين لشرع الله إذا عارضوهم ولم يوافقوهم ولم يتواطؤا معهم على الضلال ولو بالسكوت عنهم إذ قد وجدوا السكوت في بعض من ينسبون إلى العلم والدين فبينما يجد هذا الصنف من العلماء المزعومين الحظوة عند الحكام الظلمة لسكوتهم عنهم يلقى الصنف الآخر منهم الرقابة الصارمة والمعاكسة التامة في كل شيء، وقف سلطت عليهم الشرطة السرية تحصي عليهم أنفاسهم وخطواتهم فهم - دائما - في متابعتهم وملاحقتهم - كأنهم الحفظة - من أجل الموقف الحر إلى جانب الدعوة إلى الله وفى سبيل الله وذلك النوع من العلماء المتملقين ضعفاء الإيمان بربهم وبدينهم الذين يسيرون في ركاب المحاربين لتلك الدعوة والعقيدة موجودون في كل زمان ومكان وإذا لزم الأمر ودعت الحاجة إلى إبطال السنن النبوية المؤكدة، أو ابتداع سنن أو فرائض أخرى أجابوا إلى ما يطلب منهم، وكانوا أسرع من البرق في لمعانه إلى هذه الإجابة بطرق فلسفية