عليه وسلم - ثلاث سنين كما ورد في كتب السيرة واشتد عليهم البلاء والجهد والجوع، وقطعوا عنهم الأسواق فلا بيع ولا شراء معهم، إذ يريدون من وراء هذا سفك دم الرسول صلى الله عليه وسلم فاتفق بنو هاشم وبنو عبد المطلب - مؤمنهم وكافرهم - وهم في الشعب تحت الحصار على أن لا يسلموا رسول الله إليهم ليقتلوه، ما عدا أبا لهب - طبعا - إذ هو وأولاده في صف المشركين انحازوا إليهم من أول يوم، والمقصود بهذا الحصار تجويع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به إذ هو نوع من أنواع أعمال الطغاة وأسلوب معروف من أساليبهم كما فعلت - حديثا - دولة أمريكا هذا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أيامنا هذه، ودعت الدول التي تسير في فلكها - وحتى من بعض الدول العربية والمسلمة أيضا على ما هو مكتوب في دستورها - إلى مساندتها في عدم التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية - يا له من أسلوب كاذب تستروا وراءه - كل هذا لما رأوها تعمل للإسلام إذ شرعت في تطبيق حدوده وأحكامه كحد الزنى والسرقة والقتل، وأنها سائرة في طريق التقوى وبناء دولة إسلامية قوية فبعض جيرانها خشوا من شعوبهم أن يسلكوا نفس المسلك الذي سلكه الشعب الإيراني المسلم فوضعوا في طريقها العراقيل، وهم في هذا مدفوعون إليه من أعداء الإسلام إذ ما هم إلا منفذون لما يرغب