قريش، ويتخلى عن الدعوة إلى الله ويترك الإساءة - في زعمهم - إلى أوثانهم وآلهتهم فأبى، وقال لعمه (يا عم ... والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته).
هذا هو السبيل أو الخط الذي سار فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام ودعوته وعقيدته، فلم يضعف ولم يترك الدعوة وصبر على أذى أعداء الله وأعداء دين الله الحق حتى نصره الله على الخرافيين عباد الأحجار والأشجار، وقد رسم هذا الخط بمواقفه الصلبة في وجه خصوم العقيدة والدين - رسمه لأتباعه ليسلكوا مسلكه، وليقتفوا آثره في مثل مواقفه تلك غير أن هؤلاء الأتباع تحولوا عن خطه ومنهاجه، فحل بهم البوار والضعف.
ومما زاد في قوة الإسلام - بعد ما لحق الرسول ما لحقه - وانتصاره على الخرافيين إسلام بعض الشخصيات القوية في مجتمعها ومحيطها ودخولها في الإسلام شخصيات لها وزنها وقيمتها في وسطها، مثل حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ((أسد الله)) وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، فلما أسلما واتبعا الرسول وشاع خبر إسلامهما وانتشر في الأوساط الوثنية، خاف كفار قريش على شركهم وأوثانهم من الزوال بل وتيقنوا أن عهد الشرك قد ولى مدبرا، وصاروا