للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلاثةِ رجالٍ؛ فإنَّ الدَّابةَ يشُقُّ عليها حملهم بخلافِ رجلٍ وصغيرين.

وفي المسند و"صحيح الحاكم" (١)، عن عائشةَ، قالت: أقبلْنا مِن مكَّةَ في حجٍّ أو عمرةٍ، فتلقانا غِلمانٌ من الأنصار كانوا يتلقَّوْن أهاليهم إذا قدِمُوا. وكذلك السَّلامُ على الحاج إذا قدِمَ ومصافحتُه، وطلبُ الدعاء منه. وفي المسند (٢) بإسنادٍ فيه ضعفٌ، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا لقيتَ الحاجّ فسلِّمْ عليه، وصافِحْه، ومُرْهُ أن يستغفرَ لك قبلَ أن يدخلَ بيتَه؛ فإنه مغفورٌ له". وفيه أيضًا عن حبيب بن أبي ثابت (٣)، قال: خرجْتُ مع أبي نتلقَّى الحاجَّ ونسلِّمُ عليهم قبلَ أن يتدنسُوا.

ورَوَى معاذُ بن الحكم، قال (٤): حدثنا موسى بن أعين، عن الحسن، قال: إذا خرج الحاجّ فشيِّعُوهم وزوِّدُوهم الدعاء وإذا قَفَلُوا فالتقوهم (٥) وصافحوهم قبل أن يخالِطُوا الذنوبَ؛ فإِن البركةَ في أيديهم. ورَوى أبو الشيخ الأصبهاني (٦) وغيرُه من رواية ليث (٧)، عن مجاهد، قال: قال عمر: يُغفَرُ للحاج ولمن استغفَرَ له الحاج بقيَّةَ ذي الحجَّةِ، ومحرَّم، وصفَرَ، وعشْرٍ من ربيع الأول. وفي مسند البزار وصحيح الحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "اللهم اغفِرْ للحاجِّ، ولِمَن اسْتَغفَرَ له الحاج" (٨).


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" ١/ ٤٨٨، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" ٢/ ٦٩: عن عفان، عن محمد بن الحارث الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٤/ ١٦، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن البيلماني، وهو ضعيف.
(٣) حبيب بن أبي ثابت، واسم أبي ثابت: قيس بن دينار، ويقال: قيس بن هند، ويقال: هند، الأسدي، أبو يحيى الكوفي. ثقة فقيه جليل، وكان مفتي الكوفة قبل حماد بن سلمة. روى له الجماعة. توفي سنة ١١٩ هـ. (طبقات ابن سعد ٦/ ٣٢٠، تهذيب الكمال ٥/ ٣٥٨، سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٨٨).
(٤) لفظة "قال" زيدت من آ، ع.
(٥) في ب، ط: "فالْقَوهم".
(٦) هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حِبَّان الأصبهاني، أبو محمد، ويقال له: أبو الشيخ، ونسبته إلى جده حبّان. من حفاظ الحديث العلماء برجاله، له تصانيف، مات سنة ٣٦٩ هـ. (النجوم الزاهرة ٤/ ١٣٦، الأعلام للزركلي ٤/ ١٢٠).
(٧) في ب: "اليت"، وفي ط: "لبنت" وهو تحريف.
(٨) روى المنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ١٦٧ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاجُّ. رواه البزار والطبراني في الصغير، وابن خزيمة في صحيحه والحاكم، ولفظهما، قال: اللهم اغفر للحاجِّ، ولمن استغفر لها لحاجُّ. وقال الحاكم (١/ ٤٤١): صحيح على شرط مسلم. قال الحافظ: في إسناده شريك القاضي، ولم يخرَّج له مسلم إلا في المتابعات.

<<  <   >  >>