للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - التراب (١)؟. قال أنس: لمَّا كانَ اليومُ الذي دَخَلَ فيه رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ أضاءَ منها كل شيء، فلمَّا كانَ اليومُ الذي دُفِنَ فيهِ أَظْلَمَ منها كُل شيءٍ، وما نَفَضْنَا أيدينا عَن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وإنَّا لفِي دَفْنِهِ حتى أَنكَرْنَا قُلُوبَنا.

لِيَبْكِ رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ باكيًا … فلا تَنْسَ قَبْرًا بالمدينةِ ثَاويَا

جَزَى اللهُ عنَّا كُلَّ خَيْرٍ مُحمَّدًا … فَقَدْ كانَ مَهدِيًّا وقَدْ كانَ هَادِيا

وكانَ رَسُولُ اللهِ رُوحًا ورَحْمَةً … وَنُورًا وبُرهانًا مِنَ اللَّهِ بادِيا

وكانَ رَسُولُ اللَّهِ بالخيرِ آمِرًا … وكانَ عَنِ الفَحْشَاءِ والسُّوءِ ناهِيا

وكانَ رَسُولُ اللهِ بالقِسْطِ قائمًا (٣) … وكان لِمَا اسْتَرْعَاهُ مَوْلَاهُ رَاعِيا

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْعُو إلى الهُدَى … فَلَبَّى رَسُولُ اللهِ لَبَّيْهِ داعِيا

أيُنْسَى أبَرُّ الناس بالنَّاسِ كُلِّهِم … وأَكْرَمُهُمْ بيتًا وشِعْبًا ووادِيا

أيُنْسَى رسولُ اللَّهِ أكرمُ مَنْ مَشَى … وآثارُهُ بالمَسْجِدَيْنِ كما هِيَا

تَكَدَّرَ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ … عليه سَلامُ كُلِّ ما كانَ صافِيا (٤)

رَكَنَّا إلى الدُّنيا الدَّنِيَّةِ بعدَهُ … وكَشَّفَتِ الأطْمَاعُ مِنَّا مَسَاوِيا

وكَمْ مِن مَنَارٍ كانَ أوْضَحَهُ لَنَا … ومِنْ عَلَم أَمْسَى وأصْبَحَ عافِيا (٥)

إذا المرءُ لم يلبَسْ ثِيابًا مِنَ التُّقَى … تقلَّبَ عُريانًا وإن كان كاسِيا

وخيرُ خِصالِ المرءِ طاعَةُ ربِّهِ … ولا خَيْرَ فيمَنْ كانَ للَّهِ عاصِيا

* * *


(١) في ب، ط: "أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
(٢) في ب، ط: "وما نفضنا عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - التراب". وفي ع: "وما نفضنا التراب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
(٣) القِسْطُ: العَدْلُ.
(٤) في آ: "عليه سلام الله ما كان صافيا".
(٥) العَلَم: العَلَامة، والجبل. وأراد به هنا ما يقتدى به. والعافي: الدارس.

<<  <   >  >>