للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم، ويُشرِّفه، قالها ثلاثًا] (١). خرَّجه أبو داود (٢) وغيرُه. وخرَّجه ابنُ ماجه، وعنده: "صُم أشْهُرَ الحُرُم". وقد كان بعضُ السَّلف يصوم الأشهرَ الحُرُمَ كلَّها، منهم ابنُ عمر، والحسنُ البصري، وأبو إسحاق السبيعيُّ. وقال الثوري: الأشهرُ الحُرُمُ أحبُّ إليَّ أن أصومَ (٣) فيها. وجاء في حديثٍ خرَّجَه ابنُ ماجه (٤)؛ أن أسامةَ بنَ زيدٍ كان يصومُ أشْهُرَ الحُرُمِ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُم شوَّالًا فترَكَ أشهُرَ الحُرُمِ وصامَ شوَّالًا حتى ماتَ. وفي إسناده انقطاعٌ.

وخرَّج ابن ماجه (٥) أيضًا بإسنادٍ فيه ضعفٌ، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن صيام رجب. والصحيحُ وقفُهُ على ابن عبَّاسٍ. ورواه عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، وقد سبَقَ لفظُه. وروَى عبْد الرزاق في كتابه (٦) عن داودَ بن قيس، عن زيد بن أسلمَ، قال: (٧): ذُكِرَ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قوم يصومونَ رجبًا، فقال: أينَ هم من شعبانَ؟ ورَوى أزهرُ بن سعيدٍ الجُمحي (٨) عن أمه أنها سألت عائشةَ عن صومِ رجبٍ، فقال: إن كنتِ صائمةً فعليكِ بشعبانَ. ورُوي مرفوعًا، ووقفُه أصحُّ. ورُوِي عن عمر رضي الله عنه؛ أنَّه كان يضرِبُ أكفَّ الرجالِ في صومِ رجبٍ حتى يضعوها في الطعام، ويقول: ما


(١) ما بين قوسين زيادة من نسخة (آ) فقط، وهو حديث مرسل كما سيشير إلى ذلك المؤلف رحمه اللّه بعد قليل.
(٢) أخرجه أبو داود رقم (٢٤٢٨) في الصوم، باب في صوم أشهر الحرم، وابن ماجه رقم (١٧٤١) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود" ٣/ ٣٠٦: وأخرجه النَّسَائِي وابن ماجه، إلا أن النَّسَائِي قال فيه: "عن مجيبة الباهلي عن عمه"، وقال ابن ماجه: "عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه أو عن عمه"، وذكره أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، وقال فيه: "عن مجيبة - يعني الباهلية - قالت: حدثني أبي أو عمي"، وسمى أباها عبد الله بن الحارث، وقال: سكن البصرة، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثًا … وذكر هذا الحديث، إلى أن قال المنذري: أشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه من أجل هذا الاختلاف، وهو متوجه.
(٣) في آ، ش: "أن يصومَ فيها".
(٤) رقم (١٧٤٤) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم. وفي الزوائد: إسناده صحيح، إلا أنه منقطع بين محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وبين أسامة بن زيد.
(٥) رقم (١٧٤٣) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم. وفي إسناده داود بن عطاء، وهو ضعيف متفق على ضعفه.
(٦) المصنف (٤/ ٢٩٢) رقم (٧٨٥٨).
(٧) لفظ "قال" من نسخة (آ).
(٨) في ش: "الجهمي". وقد اختلف في اسمه، فقيل: أزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، وأزهر بن يزيد. قال البخاري: الثلاثة واحد. نسبوه مرّة مراديّ، ومرة حمصي، ومرة هوزني، ومرة حرازي. (انظر تهذيب الكمال ٢/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>