للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولُ: "اللهم باركْ لنا في رجب وشعبانَ وبلِّغْنا رمضانَ". خرَّجه الطبراني (١) وغيرُه من حديث أنس. وقال مُعلَّى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستةَ أشهرٍ أنْ يُبلِّغَهم رمضانَ، ثم يدعُونَه ستةَ أشهرٍ أن يَتَقَبَّل منهم. وقال يحيى بن أبي كثيرٍ: كان مِن دعائهم: اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّمْ لي رمضانَ، وتَسلَّمْه منِّي متقبَّلًا.

بُلوغُ شهرِ رمضانَ وصيامُه نِعمةٌ عظيمةٌ على مَن أَقدَرَهُ الله عليه، ويدُلُّ عليه حديثُ الثلاثةِ الذين اسْتُشْهِدَ اثنان منهم، ثم ماتَ الثالثُ على فراشِهِ بعدَهما، فرؤي في المنام (٢) سابقًا لهما، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ليسَ صلَّى بعدَهما كذا وكذا صلاةً، وأدرَكَ رمضانَ فصامَه، فوالذي نفسي بيدِه، إنَّ بينَهما لأبعدَ مِمَّا بينَ السَّماءِ والأرضِ". خرجه الإمامُ أحمدُ (٣) وغيرُه.

مَن رُحِمَ في شهر رمضانَ فهو المرحومُ، ومَنْ حُرِمَ خيرَه فهو المحرومُ، ومَنْ لم يتزوَّدْ فيه لِمَعَادِهِ فهو ملوم.

أَتَى رَمَضَانُ مَزْرَعَةُ العِبادِ … لِتطهيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَسَادِ

فَأَدِّ حُقُوقَهُ قَوْلًا وفِعْلًا … وَزَادَكَ فاتَّخِذْهُ لِلْمَعَادِ (٤)

فَمَنْ زَرَعَ الحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا … تأوَّه نادِمًا يَوْمَ الحَصَادِ


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" ١/ ٢٥٩ بإسناد ضعيف، لضعف زائدة بن أبي الرُّقاد الباهلي، وفيه "وبارك لنا في رمضان"، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٢/ ١٦٥ مطولًا، وقال: "رواه البزار، وفيه زائدة بن أبي الرقاد، قال البخاري: منكر الحديث، وجهله جماعة"، و ٣/ ١٤٠ مختصرًا، ونسبه للبزار والطبراني في الأوسط. وانظر "مشكاة المصابيح" ١/ ٤٣٢ رقم (١٣٦٩) في الصلاة، و "ميزان الاعتدال" ٢/ ٦٥ رقم (٢٨٢٤).
(٢) في ب، ش، ط: "في النوم".
(٣) مسند أحمد ٢/ ٣٣٣ من حديث أبي هريرة عن طلحة بن عبيد الله، وذكر الخبر عن رجلين من بليّ من قضاعة، وفيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السنة؟ ". وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٠٤، وقال: "قلت هذا من حديث أبي هريرة كما تراه، إنما لطلحة فيه رؤية المنام؛ ولطلحة حديث رواه ابن ماجه، رواه أحمد وإسناده حسن". وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٢٥٥ باب خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وفيه: "رواه أحمد بإسناد حسن، ورواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي، كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه".
(٤) في آ، ش: "فاتخذه إلى المعاد".

<<  <   >  >>