أيضاً مع الطائفة اليونانية ضد الطائفة التركية المسلمة التي كانت تعاني كل ألوان الاضطهاد والظلم والقتل الجماعي، وساندت مصر أيضاً في عهد الحياد الإيجابي هيلاسيلاسي الطاغية ضد شعب إريتريا المغلوب على أمره آنذاك.
* ليس صحيحاً أننا قطع على رقعة الشطرنج الدولية وذلك أننا نستطيع أن نقوم بما لا تقوم به الأحجار الصماء، نستطيع أن نخرج أنفسنا من لعبة الأمم وأن نعلن حيادنا في هذا العالم المصارع ونعلن التزامنا بالموقف الخلقي الذي يمليه علينا ديننا وعقيدتنا من إنصاف المظلوم والوقوف مع الضعيف، ومد يد العون للمحتاج، ونعلن رفضنا لنكون مخالب قطط بأيدي المتصارعين الكبار.
ولكننا لن نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا تناسينا خلافاتنا الجانبية ومددنا أيدينا لنكون أخوة متحابين، وعمقنا مشاعر الود والإخاء بين شعوبنا، وأزلنا هذه الحواجز التي صنعها الاستعمار: الحدود السياسية، والنفسية، والجوازات وقوانين العمل والهجرة، وما يسمى باختلاف المصالح. وحققنا الوحدة الاقتصادية والسياسية ولكن هل سيسمح لنا المستعمرون لنفعل ذلك وهم الذين يستثمرون هذه الخلافات ويستخدمونها للوصول إلى أهدافهم ومصالحهم.
باختصار شديد نستطيع أن نخرج أنفسنا من إطار اللعبة الدولية إذا أزيلت الحواجز بين الشعوب والقادة وأفسح المجال لسماع الآراء الصادقة التي تهدف انتشال هذه الأمة أن تكون دولها ألعوبة بيد الشرق أو الغرب، واعتمدنا بعد الله سبحانه وتعالى على خيرات بلادنا فقط ولم نمد أيدينا إلى أعدائنا بطلب معونة، وكان العيش في عزة من الجوع والفقر أحب إلينا من العيش في ذلة مهما كانت المغريات.